صدق رسول الله (صل الله عليه وسلم) عندما أخبرنا منذ عشرات القرون عن اجتماع “الأمم الكافرة” علينا مثلما يجتمع الجماعة من الناس على الطعام في إشارةٌ إلى السُّهولةِ التي يَلقاها العدوُّ من المسلمينَ، رغم كُثرة أعدادنا ولكن كُثرة كغُثاء السَّيلِ، الذي يَطفو على الماءِ مِن زَبدٍ وأوْساخٍ وفَقاقِيعَ.
صدقت يا رسول الله فقد تداعت علينا الأمم، وما سنقوله الآن لا يُمكن لعقل بشري أن يتخيله أبداً، ففي فلسطين يحدث ما يشيب له الولدان وما ترتجف منه القلوب والعقول من هول فظاعتها وقسوتها وكارثيتها.
فمن المعروف للجميع أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتمد في عملياته بقطاع غزة على مُرتزقة من أوروبا وعدد كبير من الدول في جميع أنحاء العالم.
ولكن الغير معروف للبعض أن هُناك مُرتزقة من نوع أقرب ما يكون للحيوانات البشرية، يقومون بأفظع الانتهاكات والجرائم خلال مُشاركتهم بين صفوف قوات الاحتلال في حربهم بغزة ضد المدنيين العُزل؟.
حديثنا هُنا عن المُرتزقة الهندوس في جيش الاحتلال الذين يختلفون عن أي مُرتزقة يُشاركون مع إسرائيل في حربها بغزة، فمُشاركة عُباد البقر تطوعية مع الصهاينة للاستمتاع بقتل المُسلمين في غزة وفلسطين، لا يريردون مال يردون فقط سفك دماء المُسلمين، فلم يكفيهم قتل المُسلمين في الهند وكشمير بل يردون قتلهم على أرض الأنبياء في فلسطين.
فأسوأ المذابح بحق الفلسطينيين في قطاع غزة يرتكبها جنود هنود يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى أن القوميين الهندوس يحتفلون صراحة وجهرًا ودون خوف بما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، ويقولون بوضوح إن إسرائيل تعطيهم دروسًا في التطهير العرقي، وهو تأكيد على أن ما تفعله دولة الاحتلال في غزة هو إبادة وليس مُجرد عملية عسكرية للقضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية.
دعونا نزيدكم من الشعر بيت، فالهندوس يتحدثون أيضاً عن أنهم سيفعلوا بالمُسلمين في كشمير مثل ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، وكأن دماء المُسلمين على مستوى العالم أجمع أصبحت مُجرد مياه لا أحد يُحاسب عليها.
لم يكتفي عُباد البقر بهذه الجرائم بل زادوا من صب الزيت على النار وتحدثوا عن أنهم سيرسلوا المُتعصبين الهندوس ليقاتلوا جنبًا إلى جنب مع جيش دولة الاحتلال، ليغتصبوا النساء ويقتلوا الرجال والأطفال والشباب ويغتالوا كُل روح تتنفس في قطاع غزة الذي أصبح شوكة في حلق كُل المُتعصبين تجاه المُسلمين.
دعم الهندوس لدولة الاحتلال في مواجهة الفلسطينيين لم يكن وليد اليوم، فالأمر أخطر مما تتخيلوا.. دعونا نُخبركم حقيقة الأمر؟.
مع مرور ساعات على الهجوم الذي شنته حماس يوم السابع من أكتوبر على إسرائيل والذي زلزل كيان دولة الاحتلال وقضى على إكذوبة قوة استخباراتهم وجيشهم، بدأت سيول من الأخبار الكاذبة والخطابات المعادية للإسلام، تتدفق على شبكات التواصل الاجتماعي في الهند التي يحكمها الهندوس الذين يرون أن إسرائيل هي نموذج الدولة القومية الدينية.
وهو النموذج الذي يحلم به عُباد البقر في نيودلهي.
القوميون الهندوس بدؤوا فور الهجوم في استغلال الحرب الجديدة في المنطقة لتحقيق مصلحتهم، وجاء في رسالة نشرت على حساب حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند على منصة إكس، أن “ما تعانيه إسرائيل اليوم، عانت منه الهند بين عامي 2004 و2014″، وبالتالي “لا تسامح أبدا، ولا نسيان”، وكأنهم اعتبروا حرب إسرائيل على قطاع غزة حربهم.
حزب عُباد البقر أرفق رسالته لإسرائيل بمقطع فيديو صادم يتضمن صورا لهجمات مومباي التي استمرت ثلاثة أيام وكان من بين الأماكن التي استهدفت مركز يهودي، وقُتل في هذه الهجمات أكثر من 195 شخصا بينهم حاخام يهودي وزوجته وأصيب أكثر من 235 عام 2008.
وهو ما يُعد رسالة من عُباد البقر الهندوس لدولة الاحتلال بأن معركتهم واحده وهدفهم واحد، هو إبادة المُسلمين وإقامة دولتهم الدينية سواء اليهودية على أرض فلسطين المُحتلة أو الهندوسية على الأراضي الهندية.
هذا ليس كُل شئ، فالهندوس وعن طريق رئيس وزرائهم مودي كانوا أول من وصفوا هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر بـ”الهجمات الإرهابية” وأكدوا تضامنهم مع إسرائيل في هذا الوقت الذي وصفوه بالعصيب.
سُرعة ردة الفعل الهندوسية التي سبقت كُل ردود الفعل، عكست تطور العلاقات بين نيودلهي وتل أبيب منذ وصول القوميين الهندوس إلى السلطة في عام 2014، بعد أن كانت الهند في السبعينيات، أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي لفلسطين، كما أنها لم تقم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلا في عام 1992.
كما أن مودي الهندوسي كان أول رئيس حكومة هندي يزور إسرائيل، وهو لا يخفي تقاربه الأيديولوجي مع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولا يخفي حزبه وأنصاره، أن إسرائيل هي نموذج الدولة القومية الدينية الذي يطمحون إليه، ولا يخفون أيضا انبهارهم بالعقيدة الأمنية الإسرائيلية.
المواقف الهندية الرسمية الأولى أو بالأحرى الهندوسية المؤيدة حصرا لإسرائيل، أعقبت سيولا من المعلومات المُضللة على شبكات التواصل الاجتماعي الهندية، تستهدف فلسطين وشعبها ومقاومتها.
المعلومات المُضللة التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي في الهند تضمنت العديد من مقاطع الفيديو القديمة أو حتى المأخوذة من ألعاب الفيديو على أنها فظائع ارتكبتها حماس أو الفلسطينيون، وذلك بهدف الترويج لخطابات معادية للإسلام ضد الأقلية الهندية المسلمة.
فعلى سبيل المثال، تناول المذيع الهندوسي التحريضي أرناب جوسوامي على قناة (ريبابليك تي في) الأمر وقال إن نفس الإرهاب الإسلامي الجهادي المتطرف الذي وقعت إسرائيل ضحية له، نحن أيضا ضحاياه، وزاد بالقول إن إسرائيل تشن هذه الحرب نيابة عنا جميعا.
حتى إن بعض المتطرفين الهندوس أبدوا استعدادهم لحمل السلاح إلى جانب الإسرائيليين، لدرجة أن سفير إسرائيل بالهند ناؤور جيلون أعلن بفخر أنه قادر على تشكيل جيش من المتطوعين الهنود للمُشاركة في حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، يقصد عُباد البقر بالطبع.
لم يتوقف الأمر عند الإعلام الهندوسي ورئيس الوزراء الهندوسي، بل اتسع الأمر ليشمل عسكريين وسياسيين ونُشطاء أظهروا حقد دفين وفظاعة في تصريحاتهم، فقد دعا عقيد سابق في الجيش الهندي، وهو الآن رئيس عمليات في إحدى شركات الطاقة المتجددة وحائز على جوائز، دعا إسرائيل، إلى عدم إظهار أي “رحمة، أو شفقة، أو ندم” تجاه حماس، فكُل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين يرى هذا الجنرال الهندوسي بأنها غير كافية يُريد المزيد من الدماء.
أحد أعضاء الحزب الهندوسي في الهند (زاد من إظهار الحقد الدفين)، وقال إن بلاده قد تواجه الوضع الذي تواجهه إسرائيل اليوم إذا لم تقف ضد ما وصفه بالتطرف ذو الدوافع السياسية، ووصف حماس بالجماعة الإرهابية.
والأكثر من ذلك، أن نشطاء هندوس شاركوا مقطع فيديو يتهم مقاتلي حماس بقطع رؤوس إسرائيليين، وأشار أحدهم: “إنهم ليسوا بشراً، وإيمانهم يجعلهم أسوأ من الحيوانات، ثُم تبين فيما بعد أن الفيديو يعود لعام 2016 في سوريا.
وشعر هندوس آخرون بالميل إلى مساواة المقاومة الفلسطينية بتصاعد النضال ضد الاحتلال الهندي في كشمير في عام 1990، مستشهدين بالنظرية اليمينية الهندوسية المفضوحة التي تقول بأن الهندوس عانوا من إبادة جماعية في كشمير.
ولا يزال آخرون من الهندوس عُباد البقر يشاركون صورة مزخرفة لمودي وهو يمسك بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مطمئن أثناء سيرهم قدمًا نحو سُحب من النار، أو صور أخرى للتعبير عن التضامن مع إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين.
نتركم مع هذا الفيديو الذي يُظهر تجمهر مجموعة من الهندوس أمام السفارة الإسرائيلية في الهند للتطوع في الجيش الإسرائيلي لقتل الفلسطينيين
دُمتم في رعاية الله