ولاية ألاسكا تدق طبول الحرب العالمية الثالثة بين أمريكا وروسيا .. ولاية الذهب تثير رعب العالم!؟

ألاسكا تدق طبول الحرب العالمية الثالثة.. ولاية الذهب تثير رعب العالم!؟

دَق طبول الحرب العالمية الثالثة أصبح يُسمع أكثر من أي وقتًا مضى، والصدام بين الدُب الروسي وأبناء العم سام قد يكون بين لحظة وضحاها، والعالم يترقب الانفجار الذي قد يُعيد الكُرة الأرضية إلى سيرتها الأولى.

فالروس الذين كُنا نظن أن احتلالهم لأوكرانيا قد يفتح شهيتهم لغزو كامل أوروبا كان طموحهم أكبر من ذلك بكثير وهو أراضي الولايات المُتحدة وبالتحديد ألاسكا.. أرض الذهب الأمريكية.

فعندما اجتاحت الجيوش الروسية الأراضي الأوكرانية، تحدث الكثير عن ضرورة ضم كييف لحلف شمال الأطلسي “الناتو” لحمايتها من توغل أحفاد القياصرة فقد كانوا يتخيلون أن الروس سيخشون الاحتكاك بالناتو.. الحلف الأقوى عسكريًا في العالم أجمع.

ولكن بوتين فاجئ العالم أجمع وتحرش بزعيمة الحلف.. الولايات المُتحدة الأمريكية!؟ لتفرض موسكو على واشنطن الحرب؟

فما هي القصة؟

القصة بدأت منذ القرن التاسع عشر أي ما يُقارب الـ150 عام عندما باع القيصر ألكسندر الثاني ولاية ألاسكا لواشنطن بمبلغ 7.2 مليون دولار.

واليوم وبعد عشرات السنوات، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا خصص فيه أموال لما قال عنه “الحماية القانونية” لجهود البحث عن الممتلكات الروسية في الخارج، وتسجيلها وضمان حمايتها قانونيًا، بما في ذلك مُمتلكات الاتحاد السوفيتي والامبراطورية الروسية والتي كان من بينها ولاية ألاسكا.

وكانت روسيا قد اضطرت لبيع ولايتها الغنية بالثروات الهائلة من المعادن والنفط والغاز والتي تبلغ مساحتها 1.8 مليون كيلومتر مربع، بعد هزيمتها في حرب القرم عام 1856، وضعف قوتها العسكرية وعدم قُدرتها على الدفاع عن ولايتها أمام التهديدات البريطانية التي كانت في ذلك الوقت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس.

فعلى الرغم من إبرام سلام باريس عام 1856، تخوفت روسيا من إمكانية تعرضها لهجوم بريطاني مباغت بألاسكا، وأعلن مسؤولون عسكريون روس بتلك الفترة عن عدم قدرتهم على الدفاع عن ألاسكا بسبب موقعها الجغرافي الواقع بأقصى شرق البلاد.

من جهة أخرى، امتلكت بريطانيا أقوى أسطول بحري بالعالم وهيمنت على البحار منذ معركة طرف الغار التي تعرض خلالها الفرنسيون لهزيمة ساحقة عام 1805.

كُل هذه الأسباب كانت دافع لروسيا لبيع الولاية للولايات المُتحدة الأمريكية في أغرب صفقة عرفها التاريخ!

ولاية ألاسكا في ذلك الوقت كانت منطقة نائية وغير مأهولة بالسكان بشكل كبير، ولم تكن تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لروسيا.

وبعد مفاوضات توقفت لسنوات بسبب الحرب الأهلية الأمريكية، تم بالفعل في عام 1867، التوقيع على اتفاقية بيع ألاسكا لأمريكا مقابل 7,2 مليون دولار، والغريب أن الرأي العام الأمريكي اعتبر الصفقة وقتها إهانة لبلادهم.

وفي أواخر القرن التاسع عشر، اكتشف الذهب في ولاية ألاسكا، ما أدى إلى تغيير موقف الشارع الأمريكي من الصفقة، وأصبح ينظر إليها على أنها صفقة ناجحة.

وولاية الألاسكا تُعتبر إحدى ولايات إقليم المحيط الهادي الأمريكية، وهي أكبر ولاية في أمريكا وتوازي مساحتها خُمس بقية الولايات، وتتميز بأنها ولاية مُنفصلة عن بقية أراضي الولايات المتحدة، فهي تقع شمال غرب كندا، ويفصلها عن ولاية واشنطن 800 كيلومتر من الأراضي الكندية، وتم اعتمادها رسميًا كولاية في 3 يناير لعام 1959.

وعلى الرغم من تقليل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السابق من أهمية بيع ألاسكا للولايات المتحدة، ووصفه بأنها صفقة “غير مكلفة”، لكن بعض حلفائه أشاروا إلى أن موسكو قد تعيد فتح القضية باعتبارها نزاعًا إقليميًّا، ما يهدد باحتمالية اندلاع حرب بين واشنطن وموسكو.

المرسوم الروسي، أعتبر رد روسي على الولايات المتحدة، التي لا تتوقف عن استهداف موسكو بالعقوبات.

ورغم عدم تعليق الكرملين على هذا المرسوم، فإن مُتحدث الخارجية الأمريكية، قال إن إدارة الرئيس بايدن متفقة على أن بوتين لن يستردها.

وهو ما دفع الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، للتعليق على ذلك بالقول: “إذًا الحرب أمر لا مفر منه“، خاتمًا تغريدته بإيموشن ساخر.

ولكن ماذا لو فُرضت الحرب بين أمريكا وروسيا!؟ الأمر مُفجع ومُثير للرُعب ليس في روسيا وأمريكا فقط، بل في العالم أجمع.

ففي المنطقة العربية تنتشر القوات الأمريكية في كُل الدول الخليجية، بينما تتواجد القوات الروسية بكثافة في سوريا.

وفي أوروبا تتمترس قوات الناتو بقيادة واشنطن على حدود دولة أوكرانيا التي تجتاح أراضيها روسيا.

وهو ما يجعل شبح الحرب النووية بين الطرفين الأقوى في العالم أقرب من أي وقت مضي.

ووفقًا لآخر إحصاء بين قُدرات الجيشين، يحتل الجيش الأميركي المرتبة الأولى عالميا ويأتي خلفه نظيره الروسي في المرتبة الثانية، بين أقوى جيوش العالم، ويمتلك الجيشان الجباران قوات جوية ضاربة، وترسانة نووية ضخمة وفتاكة، وقدرات عسكرية برية وبحرية ولوجيستية كبيرة.

فبالنسبة للجيش الأمريكي، يصل عدد أفراده إلى 2.245 مليون جندي، من بينهم 845.500 في قوات الاحتياط.

ومن حيث القوة الجوية، يمتلك الجيش الأميركي 13233 طائرة حربية، بينها 1956 مقاتلة، و761 طائرة هجومية، وأكثر من 945 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى 2765 طائرة تدريب، و5436 مروحية عسكرية، من بينها 904 مروحية هجومية.

ولدى الجيش الأميركي أيضًا أكثر من 6100 دبابة، و40 ألف مدرعة، و1500 مدفع ذاتي الحركة، وأكثر من 1340 مدفعا ميدانيا، إضافة إلى 1365 راجمة صواريخ.

ومن حيث القوة البحرية، يضم الأسطول البحري الأميركي 490 قطعة بحرية، من بينها 11 حاملة طائرات و92 مدمرة و68 غواصة، إضافة إلى 8 كاسحات ألغام.

وتبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الأميركي 740 مليار دولار.

وفي المُقابل، يبلغ عدد جنود الجيش الروسي في الخدمة 3.569 مليون جندي، إضافة إلى 2 مليون جندي في قوات الاحتياط.

ويمتلك 4.144 طائرة حربية، من بينها 789 مقاتلة، و742 طائرة هجومية، كما يمتلك 1540 مروحية عسكرية منها 538 مروحية هجومية.

وعلى صعيد الدبابات، يمتلك الجيش الروسي 13 ألف دبابة.

كما تمتلك روسيا أكثر من 27 ألف مدرعة، ومن حيث المدافع يمتلك الجيش الروسي أكثر من 6540 مدفع ذاتي الحركة، وقرابة 4465 مدفع ميداني، و3860 راجمة صواريخ.

ومن حيث القوة البحرية، يتكون الأسطول الروسي من 603 قطعة بحرية، من بينها حاملة طائرات وحيدة، كما يمتلك الجيش الروسي كذلك 64 غواصة، و11 فرقاطة و48 كاسحة ألغام.

وتبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الروسي 42 مليار دولار أميركي.

أما على صعيد القوة النووية، التي تعد العامل الحاسم في ميزان القوى بين الدول، يُعتقد أن روسيا تمتلك العدد الأكثر من الأسلحة النووية حاليا بـ6370 سلاحا نوويا، لكن الولايات المتحدة الأمريكية ليست أقل منها بكثير، حيث تمتلك 5800 سلاح نووي.

وهو ما يجعل الحرب بيينهما أقرب إلى حرب نهاية العالم!؟

ورغم كُل ذلك انتشرت تقارير تحققت من الأمر وأثبتت أن بوتين لم يصدر أي مرسوم ولم يوقع على وثائق يسعى من خلالها لإعادة ولاية ألاسكا من الولايات المُتحدة الأمريكية وأن ما أثير مُجرد شائعات ومعلومات مُضللة واستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة.

منها أن المرسوم الذي وقعه بوتين في 18 يناير 2024 يتعلق فقط بحماية العقارات الروسية في الخارج”، و”تخصيص الأموال للحماية القانونية للعقارات الأجنبية للاتحاد الروسي والإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي السابقين في الخارج”، وأن المرسوم الذي وقّعه بوتين لم يأت على ذكر ألاسكا او عملية بيع غير قانونية لها لأميركا.

وانتم، هل تتوقعون إمكانية أن يسعى بوتين لضم ولاية ألاسكا من الولايات المُتحدة؟ وماذا سيكون رد فعل واشنطن؟

ننتظر أرائكم في التعليقات

mohammed azab

mohammed azab

Related Posts

Hot News

Trending

أشترك

أشترك بالقائمة البريدية